in ,

عبد الله غباش: لو أتيت كعازف كمان أو بيانو لما انتبه أحد لي!

خاص أبواب

 

عبدالله غباش (27عامًا) موسيقيّ سوريّ يعزف على آلة العود، اضطر إلى مغادرة سوريا باتجاه بيروت عام 2011، بعدها إلى عمّان حيث سجّل ألبومه الأول “كلام مش مفهوم” في العام 2013، الذي كتب كلماته بنفسه. انتقل بعدها إلى اسطنبول التي “وُلِد فيها من جديد” كما يحب أن يقول، حيث تعلّم الكثير هناك، وعمل “بحريّة” وقدم عروضًا موسيقيّة على مسارح عدّة، وعزف في كل مكان.

أسس فرقة “دُم سِك” التي كانت بمثابة “طقس للسوريين” مع المغنية هيمى اليوسفي والموسيقي باسل خليل، “كان الحضور دائمًا أكثر من المتوقع، كنت أرى السعادة على وجوه السوريين وهم يحضروننا” يقول عبد الله. وإلى جانب عمله في الموسيقى، عمل في راديو صوت راية، كمعد ومقدم لبرنامج ساخر اسمه “الكشتبان” عُرف هذا البرنامج بأسلوبه الساخر وصوت مقدمه وطريقة تقديمه، يقول عبد الله: “قبل عام من الآن، انتقدت في برنامجي حادثة إعدام جبهة النصرة لسيدة سورية بتهمة الزنا، وألفت أغنية ساخرة، بعدها تعرضت للكثير من التهديدات، وتم الضغط على الراديو على ما يبدو، حيث قال لي مدير الراديو وقتها: “حفاظًا على أرواح الموظفين بالداخل، لا تنتقد جبهة النصرة، وداعش والكتائب الإسلامية في برنامجك”، حينها لم يعد للبرنامج أية قيمة، فأوقفته”. بقي عبد الله في اسطنبول لثلاث سنوات، أصدر فيها ألبومه الثاني “عود غريب” ثم سافر.

ولعبد الله أراء وملاحظات على الوجوه الثقافية في العالم العربي، قد تكون إشكالية بعض الشيء، يقول عبد الله: “أنا ضد نسف الذاكرة، ضد حرق كتب أدونيس أو نزيه أبو عفش، دريد لحام جزء من ذاكرتي أيضًا، رغم مواقفهم السيئة من الثورة، أنا أتعامل مع نتاج أسس شخصيتي وذاكرتي ولا يمكنني نسفه”، وعن زياد الرحباني ومرسيل خليفة، يتابع: “لا يمكن وضع زياد ومرسيل بنفس الخانة، مرسيل كان مع الثورة منذ البداية وأنا على تواصل يومي معه منذ أن بدأت الثورة، أما زياد فقد قال: لو كنت مكان بشار الأسد لفعلت مثله، ولأنني أعرف الكثير عن محيط زياد أعرف أنه سيغير موقفه يوما ما، وسيتحول ليكون ضد حزب الله، رغم أنه غير مستفيد من حزب الله” ويضيف: “أما أدونيس، فالفرق بينه وبين مثقفي الثورة شيء واحد فقط، أنه لم يدعمها منذ البداية، أما انتقاداته، فهي انتقادات معظم مثقفي الثورة”.

غادر عبد الله تركيا باتجاه أوروبا قاصدًا ألمانيا، وركب “البلم” كغالبية اللاجئين، يخبرنا: “عندما ركبنا “البلم” بدأت أغني أغنيتي، وعلمتها لركاب البلم، وصرنا نغنيها سوية بمشهد درامي مدهش، تقول كلماتها: “إسحب فينا عاليونان/ع بلد الـ يمكن يحمينا/ يلا ح نوصل بضع ثوان/ مبينة من عندي أثينا” وصل إلى اليونان وأكمل طريقه إلى ألمانيا التي وصلها في أيلول-سبتمبر 2015، وينتظر قرار إقامته الآن. “خمسة أشهر في ألمانيا وأنا أركض، أقمت عدة حفلات، ثم افتتحت معرضًا للرسم في شباط-فبراير الماضي، ثم شاركت بمهرجان يعزف فيه الفنانون مجانًا، ويذهب الريع لتمويل المشاريع الصغيرة، ومشروعهم الحالي للاجئين، كما أنني أنسق الآن لجولة فنية مع فرقة كاميليا في بريمن وعدة مدن ألمانية ” قال عبد الله.

يعمل عبد الله أيضًا على مشروع موسيقي مع موسيقيين ألمان اسمه: موسيكاه، وينتجون في هذا المشروع شكلًا موسيقيًا ارتجاليًا حرًا، يمكن أن يصنع حوارات بين الثقافات لا مزجًا “أنا ضد مزج الثقافات، كل ثقافة ستبقى في مكانها، الممكن هو الحوار بين الثقافات، يمكن الالتقاء وبناء الجسور” يقول عبد الله، وعند سؤاله عن ردود الأفعال أجاب: “لو أتيت كعازف كمان أو بيانو لما انتبه أحد لي، الخصوصية في الآلة الموسيقية والموسيقى التي أعمل عليها، بالإضافة إلى احترام الألمان للإنسان وتقديره. خاصة وأن جولتي الموسيقية في ألمانيا تحمل بعدًا سياسيا يتعلق بما يجري الآن وعنوانها (بالعود جيناكم)”.

الربيع العربي في مهرجان برلين

سرد أوّل عن الموت