in

قطرةٌ على هامشِ المطر

اللوحة للفنانة مروة النجار
شيرين عبد العزيز

 

حدِّثوني بحبٍّ عنكم

لألتمِسَ الشفاعةَ من يأسي

لرجلٍ صغيرِ

حصدَ توًّا مفتاح حرّيتهِ

من حاكم الأمسِ

ليعطيها لحمورابي اليوم

يُطعم أولادَهُ رغيفًا بطعمِ الديكتاتور

ويعلَّمُهم كيف يشكرون الله..

حدِّثوني بحبٍّ

لأنسى أنّني

ودّعتُ حبيبي اليوم

حدَّثتُهُ عن مصانعِ الذّخائر

والأسلحةِ الكيماويّة

أهديتُه جَوربي الممّزق

وورقةً كأظافري كحليّة

خططتُ عليها:

قتيلةُ قتلى وقمحٍ وحبرٍ ووطنٍ وقُبلة..

مضى من عُمرَينا

سبعمئة ألف قتيلٍ

وألف ألف قَرنٍ من دمٍ

أجنّةٌ داعبَتْها زنادُ البنادق..

ولم أكتب قصيدةً بعدُ..

أنتظرُ انسكابَ خمرِ الله

لأعتقد أنّه سيَنحني

حدّثوني بحبٍّ

وعلِّقوني -لأمتنعَ عن البكاءِ كنعجةٍ عمياءَ-

علِّقوني سلكًا صغيرًا

أترنَّحُ على أسلاكِ الحدودِ

أقبّلُ أقدام الجوعى المارّين

أشقُّ قِطَعًا من أثوابهم

لألوِّح للسّماء بها

“ألن تنفلتَ الكأسُ من يدكَ اليوم؟”

حدِّثوني لأحدَّثكم

عن سعالِ الموتِ

– كصَرير مقاعد السّرافيس –

حين يطرُقُ بابكَ مَلَلاً

فلم يعدْ في الشوارعِ أحياء..

سأذهبُ اليومَ مشيًا

كالبارحةِ وغدًا

فليس في جيبي أرانب

ولا أملكُ قبعةَ ساحرٍ

ولا مكنسةً طائرة..

تلكَ طائراتٌ

يتسلّى حكّامها بشطائرِ اللّحم المشويّ والموت العشوائيّ

سأذهبُ مشيًا..

فليس في جيبي فِلسٌ….

أشتري بهِ كَفَني.

رغبات صغيرة

ستون بالمائة من سكان اليمن مهددون بخطر المجاعة