in

يوب هاينكس استرجع ذكرياته لكنه استيقظ على كابوس في دوري الأبطال

عبد الرزاق حمدون*

لو سألت جمهور بايرن ميونيخ الألماني ما هي أمنيتهم الحقيقية في هذا العام خاصّةً بعد عودة العجوز يوب هاينكس، ستكون حتماً ‏تكرار سيناريو الثلاثية التاريخية في عام 2013.‏

ثلاثية بايرن ميونيخ في تلك الفترة لا تزال تتغنّى بها جماهير القلعة البافارية لأسباب عديدة أبرزها كانت بعد المنافسة الشرسة مع الغريم ‏بوروسيا دورتموند بقيادة يورغن كلوب على صراع الدوري المحلي والكأس، من ثم انتقل بهما المطاف إلى نهائي البطولة الأمجد ‏في أوروبا بعدما عبرا قطبي إسبانيا “برشلونة وريال مدريد” في نصف النهائي. بمعنى آخر كانت أندية ألمانيا لها وزنها في ‏الملاعب الأوروبية، ليحقق البايرن الانتصار في نهائي ويمبلي الشهير بهدف الهولندي آريين روبين القاتل.‏

خمسة أعوام على الثلاثية الشهيرة، تناوب على الفريق البافاري مدربان الأول الإسباني بيب غوارديولا الذي أكمل المسيرة البارزة ‏محلّياً بتحقيقه للألقاب، ليأتي الدور بعده على الإيطالي كارلو أنشيلوتي وتصبح البوندسليغا حكراً على القلعة الحمراء مع تراجع ‏كبير للأندية المنافسة “بوروسيا دورتموند_شالكه_ليفركوزن_فولفسبورغ”، ليكون تحقيق البايرن لأي لقب محلي هي مسألة وقت ‏ليست إلا، وكان الإخفاق الأوروبي العامل المشترك بينهما.‏

سوء المستوى الفني داخل حدود ألمانيا لم يجبر إدارة بايرن ميونيخ على إبرام صفقات كبيرة في الفريق، فبعدما كثر الكلام عن التعاقد مع ‏نجوم صف أول أمثال التشيلي ألكسيس سانشيز والجزائري رياض محرز مطلع هذا العام، تم الاتفاق على الكولومبي خاميس ‏رودريغيز والإبقاء على الحرس القديم “ريبيري_روبين_رافينيا_مارتينيز_مولر”. تشكيلة اعتاد عليها المدرّب الخبير يوب ‏هاينكس، هم جنوده في 2013 ومن حققوا المجد سوّيةً وقتها.‏

عندما عاد هاينكس مطلع هذا العام كان على علم أن مهمّته الداخلية ستكون سهلة ورهانه الأكبر كان على دوري الأبطال، مسيرة ‏البايرن في البطولة العريقة كان ممهداً ومفروشاً بالورود ولم يواجه خصماً قوياً سوى باريس سان جيرمان في مرحلة المجموعات ‏ثم لعب مع بشكتاش التركي في الدور الثاني بعدها مع إشبيلية الإسباني في الربع النهائي، ‏ بمعنى أدق لم يدخل لاعبيه معمعة ‏الصراع في هذه المسابقة، ليصطدم بالبطل ريال مدريد مرّة أخرى في نصف النهائي، المباراة التي خرج بها روبين مصاباً منذ ‏بدايتها ليوجه رسالة للجميع مفادها أنني عبدٌ للإصابات، ويليه بواتينغ لتختلط أوراق الثعلب هاينكس ويخسر تبديلين في شوط واحد.

‏لم يتوقع أشد المتشائمين في ريال مدريد أن يظهر نجومهم لأول مرّة بهيئة الفريق المشتت في الكثير من دقائق المباراة، بالرغم من ‏ذلك لم يستغل لاعبو بايرن ذلك وتفنن ليفاندوفسكي بإضاعة الفرص ولم يقف أحدٌ منهم عوناً للفرنسي ريبيري (35 عاماً) الذي قدّم ‏أجمل مستوياته لكن سنّه قد خانه، لتأتي الضربة الكبرى من “الخبير” رافينيا (32 عاماً) بارتكابه خطأً فادحاً كلّف فريقه هدفاً ثانياً، ‏لتتوالى الفرص المهدورة من البولندي بشكلٍ غريب كأنه يطالب بالرحيل مطلع العام القادم.‏

انتهت مباراة الذهاب في الآليانز وكشفت معها الكثير من الأمور التي من المفروض تداركها داخل البيت الأحمر، حتى لو تمكّن ‏الفريق من التأهل للنهائي في مباراة الإياب هناك في مدريد الأسبوع المقبل.‏

*عبد الرزاق حمدون. صحفي رياضي مقيم في ألمانيا

اقرأ أيضاً:

ريال مدريد و دوري الأبطال فكرة، والفكرة “لاتموت”

القانون فوق هوس الألمان بكرة القدم: شكوى تمنع نقل مباراة بايرن على القناة العامة

فضيحة فساد “البامف” تلقي بظلالها: مراجعة عشرات الآلاف من قرارت اللجوء في ألمانيا

نيسان 2018 كان رؤوفاً بألمانيا: أعلى متوسط حرارة منذ 1881