in

أن تكون أميرًا مرة من المرات

 

كريستينا هويشن
ترجمة: د. هاني حرب

 

يرتدي قفازات بيضاء وبزة عسكرية ويحمل قلادة أميرية. على رأسه يضع قلنسوة عسكرية تحمل عددًا من الريشات. في الكثير من الحالات يحمل صولجانًا أيضًا.

هذا ما يبدو عليه أمير الكرنفال عادة. حيث أنه ومن الحادي عشر من تشرين الثاني من كل عام حتى “أربعاء الرماد” يسيطر الكرنفال على نواحي الحياة وخاصة في منطقة الراين لاند. حيث الرجال يرتدون هناك بزات الأمراء. ولكن كيف وصل الأمر لارتداء هذه البزات وهذه الملابس؟

بالإضافة إلى الأمير تظهر العديد من الشخصيات المختلفة التي ترافق الأمراء ضمن الاحتفاليات الخاصة بالكرنفال وتختلف حسب منطقة الكرنفال نفسها. حسب المنظمة الفيدرالية الألمانية للاحتفالات هنالك أكثر من 35 جمعية اجتمع أعضائها ليقوموا بالاحتفال بالكرنفال.

جميع هذه المجموعات تحوي عددا من المهرجين التي ترافق الاحتفاليات. فبينما لا يلعب الأمير دورا حقيقيا في المناطق الجنوبية في ألمانيا، فهو يمثل نواة الاحتفالات في مناطق الكرنفالات الكبرى في آخن، دوسلدورف وكولونيا. في بعض الأحيان يكون الأمير وحيدًا وفي أحيان أخرى كجزء من مجموعات مختلفة حيث في دوسلدورف مع “السيدة فينيشيا” وفي كولونيا مع “حاشية كبيرة” مكونة من الأمير والفلاح والفتاة العذراء. حيث يمثلون صورة الكرنفال في ألمانيا.

 

تذكر الاحتفاليات والكرنفالات منذ القرن الخامس عشر في مدن الكرنفالات الكبرى. أما أول المسيرات الاحتفالية فهي كانت في كولونيا في العام 1823 وتبعتها دوسلدورف في العام 1825 ومن ثم آخن في العام 1829. ومن هنا بدأت مظاهر الأمراء بالظهور.

في فترة الاحتفاليات، يبدل العديد من الناس ملابسهم وأدوارهم حيث يقومون بالتنكر وارتداء الملابس المبهرجة.نن1

إن كان الأمر عبر شكل الملابس أو ألوانها يجب أن تختلف ملابس الكرنفال عن الملابس اليومية العادية. بعضهم يتم تسميتهم أمراء. صولجان وعباءة وغيرها من الأمور يرتديها الأمير كتذكرة بالأزمان الغابرة، حين كان الأمراء يرتدون الملابس العسكرية.

خبيرة الفولوكور كريستينا فرون كتبت في أطروحة الدكتوراة الخاصة بها أن الملابس العسكرية الخاصة بالكرنفال شبيهة إلى حد كبيرة بالملابس العسكرية في القرنين الثامن والتاسع عشر في فرنسا وبروسيا الألمانية. حتى اليوم بقيت هذه العادة ضمن ألمانيا.

بالطبع ليس كل كرنفال كالآخر. حيث تحتفظ كل منطقة ألمانية بعاداتها وتقاليدها الخاصة. في آخن على سبيل المثال يكون الأمير مع حاشية كبيرة. حيث يكون هنالك “الحرس الخاص” و”المهرج” و”الموسيقيون” و”مقدم الاحتفال” و”قائد العربات الأميرية” و”مقدم المشروب” و”الحدائقي” و”الحداد”. في المسيرات الاحتفالية تبقى هذه الحاشية بشكل دائم مع الأمير ومع ثنائي الرقص الخاص بالأمير.

 

 

نن2من ناحية أخرى وفي دوسلدورف يقبع الأمير و”السيدة فينشيا” في منتصف الاحتفالات وفي كولونيا يحاط الأمير بحاشيته. في كولونيا يشكل “الفلاح” و”العذراء” حاشية الأمير. يحمل الفلاح في تاريخ كارنفال كولونيا أهمية كبيرة جدا حسب “جمعية كارنفال كولونيا لعام 1823” حيث يمثل تحرر المدينة من قوة المطران الكاثوليكي في معركة فورنينغن. أما “الفتاة العذراء” فهي تحمل صبغة خاصة جدا حيث يتم لعب دورها من قبل رجل، عليه حلق شاربيه ولحيته خلال فترة الاحتفاليات كاملة. كان هنالك استثناء وحيد في عامي 1938 و1939 حيث قامت القوات النازية بإجبار المحتفلين على استخدام فتاة لدور الفتاة العذراء في احتفاليات تلك السنوات.

بالطبع يتم ارتداء هذه الملابس فقط خلال الجلسات الاحتفالية المختلفة. في هذه الفترة يستولي المحتفلون على منطقة الراين لاند كاملة. حيث يحصلون على مفاتيح البلديات وإدارات المدن حيث يتم تنصيف الأمير والأميرة وحاشيتهما.

في نهاية المسيرات الاحتفالية يقدم الأمير نفسه بشكل أخير وبعدها بيومين في أربعاء الرماد تنتهي الاحتفالات وتعود الحياة إلى طبيعتها ويتم قلع الملابس الاحتفالية تماما حتى الحادي عشر من تشرين الثاني مرة أخرى.

إلى ابنتي التي لم تأتِ بعد! عن العالم السفلي الذي يقع تحت سوريا

© Roger Arpajou

Berlinale: Ansichten aus der Fremde