in , ,

مساحات من الأمل بحجم وطن… في برلين

فرقة أصول - مساحات الأمل

خاص أبواب – برلين.

 جمعت احتفالية “مساحات الأمل” الثقافة والفن السوريين تحت سقف واحد.

طاقة إيجابية كثيفة عمّت المكان، ولقاء فنانين لطالما عملوا وحلموا معًا، التزموا بالهموم والقضايا نفسها، وفرقتهم المنافي والملاجئ وصعوبات العمل في البيئة الجديدة، فكان الملتقى مليئًا بالعطاء والجمال، وممتعًا ومبهجًا لجمهور الحضور.

 التنظيم:

نظمت احتفالية “مساحات الأمل مؤسسة العمل للأمل Action for hope  في فضاء “راديال سيستيم 7” في برلين من منطلق إيمانها بدعم المجتمعات المأزومة عبر تزويدها بأدوات الإبداع والتعبیر والمعرفة والتعافي، بالاشتراك مع مؤسسة “اتجاهات – ثقافة مستقلة” التي تهدف إلى تأسيس أطر مستدامة لدعم العمل الثقافي والفني السوري، وبناء الجسور بین النازحین السوریین والمجتمعات المضیفة لھم من خلال الفن.

كما حظيت بدعم مؤسسات ثقافية وإعلامية ألمانية مثل دويتشه فيله، الشريك الإعلامي للمؤسسة، ومعهد غوته وهيئات ومؤسسات ثقافية أوروبية أخرى.

%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%b3%d9%85%d8%b9%d9%86%d9%8a-2-10

الفن في المهجر:

أما هدف “مساحات الأمل” بحسب منظميه فكان “ربط الفنانین السوریین في المھجر بمجتمعات اللاجئین وخلق مساحة للتبادل الفكري والثقافي”. وتضمنت أمسيات من الغناء والموسيقى ومعرضًا للتصوير الضوئي والرقص وعرضًا لفن الطهي السوري وقراءات شعرية ومشاريع سينمائية وفن الحكاية والتعريف بالفنانين ومشروعاتهم الفنية بالإضافة إلى العديد من حلقات النقاش والحوار بین “الفنانین والكتاب الألمان والسوریین والعرب حول قضايا تھم الفنان في أوروبا الیوم”.

جام شام
جام شام

اليوم الأول:

افتتحت الاحتفالية يوم السبت 1 تشرين الأول بكلمة من السيد “ستيفان شتاينلاين” وكيل الخارجية الألمانية، والفنان فارس الحلو، كان فيها ذكر الفنانين السوريين المعتقلين والذين دفعوا حياتهم ثمنًا لحرية الرأي والتعبير حاضرًا. ثم انتقل الحضور إلى افتتاح معرض فني بعنوان “لا بيوت في المخيم” للفنّان والمصور المصري حمدي رضا، يتضمّن أعمالاً فنية محورها صور فوتوغرافية تروي يوميات اللاجئين ممن قام الفنان بتصويرهم في مخيمات اللجوء. واختتمت سهرة اليوم الأول بموسيقا “مشروع سوريانا”، بقيادة المؤلّف الموسيقي وعازف الساكسفون السوري باسل رجوب ومشاركة فراس شهرستان على القانون، وأندريه بيتشيوني على الإيقاع، ومانفريد لويشتر على الأكورديون، وأدت الفنانة لين أديب أغنيات من تأليفها مستمدة من التراث.

مساحات الأمل
مساحات الأمل

 اليوم الثاني:

بدأت فعاليات اليوم الثاني بعرض حي يشبع الحواس الخمسة لفن الطبخ السوري والثقافة التي يحملها في نكهاته، تحت عنوان “ما وراء الحمُص” للطاهيتين السوريتين ملكة جزماتي وريتا باريش. شاهد وتذوق خلاله الجمهور أطباقًا متنوعة من مناطق سورية مختلفة. انتقل بعدها الجمهورُ للاستماع إلى سلسلة نقاشاتٍ فنية بعنوان “هل تسمعني؟” بين فنانين وكُتّاب سوريين وألمان أدارها الصحفي جعفر عبد الكريم واستضاف فيها كلّاً من رشا عبّاس مؤلّفة “كيف تم اختراع اللغة الألمانية”، والروائية الألمانية ميرليه كروجر صاحبة رواية “حطام السفينة”، والمنتجة السينمائية إيريت نيدهاردت، وخالد عبد الواحد. ناقشوا فيها الاختلافات التي قد تُفرض على الفنانين والكُتاب بين لاجئين ومضيفين، ليتم الانتقال بعدها إلى التعريف ببعض الفنانين السوريين كسلام الحسن ومحمد عمران وصلاح عمّو، ويارا حاصباني ومشاريعهم الفنية التي يعملون على تطويرها في الفنون البصرية والموسيقا والرقص. واختتم اليوم الثاني بسهرةٍ حافلة ألهبت حماس الحضور من خلال ارتجالات موسيقية قدمتها مجموعة من الفنانين الشباب السوريين والألمان بعنوان “جام شام”.

%d9%85%d8%a7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%b5-2-10

اليوم الثالث:

أما اليوم الثالث، فقد بدء بجلسة حوارية أدارها الكاتب المسرحي والمدير الثقافي عبد الله الكفري بعنوان “ما العمل؟”، تناقش ظروف عمل الفنّانين السوريين في أوروبا وآليات دعمه من خلال المؤسسات الثقافية، بمشاركة كلّ من جمانة الياسري ووائل قدّور وأيهم الأغا وليلى حوراني وعلي قاف، تلاها تقديمٌ لأعمال بعض الفنانين السوريين في المسرح والسينما والموسيقى والفنون البصرية والرقص، لكل من سلافة حجازي، وبيسان الشريف، ولواء يازجي، ومي سعيفان. وتضمن اليوم الثالث أيضًا مناقشة حول شروط حرية التعبير الثقافي والفني في المهجر والقيود التي قد تُفرض على حرية الفنّان في أوروبا، أدارتها بسمة الحسيني، وشارك فيها كلّ من الكاتبة عدنية شبلي من فلسطين، والفنّانَين خالد بركة وياسر المأمون، إضافةً إلى عبد الله الكفري. ثم سلسلة من أعمال فنانين سوريين بعنوان “اللجوء إلى الفن” تتضمن قراءات شعرية لياسمين مرعي، وعرض تقديمي لضحى حسن بعنوان “تجارب عن حبل السرة” تروي فيه من خلال فلم قصير أسباب عدم تمكنها من تنفيذ الفلم الذي أرادت إخراجه عن رحلة عائلتها من فلسطين عبر لبنان وسوريا والكويت والعودة مجددًا إلى سوريا، قبل أن تنتزعها المنافي مثلما بدأ رأسها ينتزع شعره عبر رحلتها التي تصور فيها الآثار التي يتركها النزوح والمنفى على الجسد، ثم حكي وموسيقى للمسرحي والقاص السوري بسام داود وفرقته، ورقص معاصر لفرقة أمل.

اختتمت الاحتفالية بحفل للموسيقى التراثية تجمع فسيفساء الطرب السوري من جميع المحافظات أحيته فرقة “أصول” المؤلفة من أساتذة مدرسة العمل للأمل للموسيقى في لبنان بقيادة الموسيقي فوّاز باقر.

الأرض تشهد بعد أيام أكبر “قمر عملاق” منذ 70 عامًا

رحلة إلى قبور ثلاث شعراء مع الروائي فادي عزام