in

كلابنا فلذات أكبادنا

اللوحة للفنان يوسف عبدلكي

فهد كوي.

بعد اختلاط الحابل بالنابل، وتحول وطننا إلى شبه أطلال، تم الاتفاق مع مجموعة من الشباب على تظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض، منا من كتب (أنقذوا أطفالنا ونساءنا)، آخر كتب (إنها امتحان لضمائركم) بعضهم (كلنا أخوة في الإنسانية)، أما أنا، فرافقت معي كلبين صغيرين من نوع الكوشلتير، رمزًا للوفاء والإخلاص لكل من يسندنا في أيامنا العصبية، ولأجل الحظ، وبعد مرور نصف ساعة من المظاهرة، بدأ أحد الكلاب بالنباح، والتكشير عن أنيابه، أفلت من يدي حبله، وبدأ بالركض هنا وهناك! الكلب ابن الكلب قد جن، لا أدري ماحدث له، ركضت خلفه، ومن شدة غضبي ركلته على مؤخرته، عندما رأى مندوب الرئاسة وحاشيته المنظر جن جنونه، اغلقوا اجتماعا طارئا، وتم نكس الأعلام الأمريكية، أما شرطة المرور، فقطعت السير كليًا من أمام البيت الأبيض، صحفيو نيويورك تايمز بدؤوا يلحقون بي ويلتقطون الصور، ووضعوها مع عنوان عريض “رفقًا بالكلاب يامعشر البجم”. تم الاتصال بأوباما، حضر بطائرته الخاصة لإلقاء خطاب عاجل بخصوص الكلب.

أوباما: من هو ذلك الارهابي؟ جماعة الكونغرس: هاهو سيدي. أوباما: ولك متى ستصبحون بشرا؟ هل تعلم كيف تعيش الكلاب لدينا؟ هل تعلم كيف وماذا نطعمهم؟ هل تدري أن لكلابنا مستشفيات وضمانًا صحيًا!؟ ولهم تامين على العمل بعد سن اليأس. الله أكبر على فعلتك الشنيعة! وتفوووو عليك! ويبدو أنه من عظمة الحدث، قدم أوباما دون أن يغسل أسنانه، فرائحة بصاقه الذي حط على منتصف وجهي كريهة جدًا، وحجم البصقة دليل على غضبه من فعلتي القبيحة، أما زوجته فبدأت تأخذ الكلب في حضنها وتداعبه تارة، وتمسح رأسه تارة أخرى، والكلب الحقير، قطع نباحه كليًا، وتحول إلى كتلة من المشاعر والأحاسيس في حضنها.

بعد مرور ساعات، حضر وفد القضاء مع محامين للدفاع عني، وأنا مثل الأطرش في الزفة، لم أفهم شيئًا حتى الآن، تم أخذ الكلب من قبل معالجين نفسيين ليفحصوا الكلب، وتم نقله إلى أقرب مستشفى للكلاب بطائرة هليكوبتر. أما أنا فتم اقتيدادي مغمض العينين، مربوط اليدين إلى التحقيق، ومن تبقى من المتظاهرين تم فضهم بالضرب بالسياط الكهربائية، والخيزران.

بعد أسبوع تم الحكم علي بالسحن لسنة مع دفع غرامة لتحسين بيوت الكلاب، وكانت التهمة: القسوة والتعامل اللاإنساني مع الكلاب.

تم تسمية الساحة أمام البيت الأبيض بساحة الكلب البطل بوبي، مع بناء نصب تذكاري له.

وهكذا أثمرت انتفاضتنا في منح الكلاب مزيدًا من الحقوق، ولم يجن منها الشعب المسكين الذي يذبح ويقتل كل يوم شيئًا.

 

*كاتب سوري

ألمانيا: مصلون يعترضون على إقامة بيت دعارة أمام مسجد تركي

“الهجمات الإرهابية” دفعت شركة ألمانية لرفض تدريب لاجئ سوري