in

في يومها الأول في بعد فشل المفاوضات،ألمانيا إلى أين؟ وما هي خيارات ميركل؟

سقطت ألمانيا فى حالة من عدم اليقين السياسى اليوم الإثنين، بعد انهيار المحادثات لتشكيل الحكومة القادمة فى البلاد ليلة امس، حيث وجهت ضربة إلى أنغيلا ميركل وأثيرت أسئلة حول مستقبل المستشارة.

وكان حزب ميركل قد أمضى أسابيع فى محاولة لتشكيل الائتلاف الحاكم مع ثلاثة أحزاب أخرى ولكن الخطة فشلت عندما خرج الحزب الديمقراطى الحر الليبرإلى من المحادثات قبل منتصف ليلة أمس الأحد بسبب الخلافات حول قضايا تتراوح بين سياسة الطاقة والهجرة مما أدى إلى انهيار المفاوضات.

وأعربت ميركل عن أسفها لانسحاب الحزب الديمقراطى الحر، ولكنها تعهدت بتوجيه البلاد خلال الازمة. وقالت “بصفتي مستشارة… سأبذل كل ما في وسعي لضمان إخراج البلاد من هذه الفترة العصيبة”.

وقد ألغت ميركل اجتماعها المقرر مع رئيس الوزراء الهولندى مارك روت يوم الاثنين، وبدلاً من ذلك اجتمعت مع الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير لبحث الخطوات التالية.

وإذا لم تتمكن ميركل من إقناع الحزب الديمقراطى الحر بالعودة إلى طاولة المفاوضات، فإن الاتحاد الديمقراطى المسيحى الذى يعد أكبر حزب فى البرلمان يمكن أن يحاول تشكيل حكومة أقلية أو إعداد البلاد لإجراء انتخابات جديدة.

وفي كلتا الحالتين، ثارت المخاوف بشأن الاستقرار السياسي لأكبر اقتصاد في أوروبا. تراجع اليورو مقابل العملات الرئيسية يوم الاثنين وانخفض مؤشر داكس الألماني “DAX” بنسبة 0.4٪ في التعاملات المبكرة قبل أن يستعيد خسائره.

لماذا فشل “تحالف جامايكا”

كانت ميركل تأمل فى بناء ائتلاف يتكون من حزبها المحافظ، وحزبها الشقيق الاتحاد الاجتماعى المسيحى، والحزب الديمقراطى الحر، وحزب الخضر. وجاء انسحاب الحزب الديمقراطى الحر بعد فشل الأطراف الاربعة في الوصول إلى اتفاق خلال الموعد النهائى المحدد لحل خلافاتهم.

وقال كريستيان ليندنر زعيم الحزب الديمقراطى الحر “إن شركاء المفاوضات الأربعة ليست لديهم رؤية مشتركة لتحديث البلاد أو أساس للثقة المشتركة”. واضاف “من الافضل عدم الحكم بدلا من الحكم بشكل سيء”.

فشلت الأطراف في إحراز تقدم في عدد من مجالات السياسة العامة، بما في ذلك حق لم الشمل لأفراد أسر اللاجئين في ألمانيا.

وفى الوقت الذى اتهم فيه الحزب الديمقراطى الحر تحالف ميركل “CDU/CSU” بالتسبب بانهيار المفاوضات، شكر حزب الخضر كلاً من ميركل وهورست سيهوفر على التفاوض “الصعب” ولكن “العادل” واتهم الحزب الديمقراطى الحر بترك المحادثات دون سبب وجيه.

كيف وصلنا إلى هنا؟

اعتبر موقف ميركل على نطاق واسع بأنه منيع بما لايقبل الجدل في الفترة التي سبقت انتخابات سبتمبر، حيث أشار العديد من المعلقين إلى أن النتيجة كانت قابلة للتنبؤ بها حتى تكون مملة. إلا أن النتائج جاءت مخيبة.

وبالعجز عن تشكيل ائتلاف مع حزب واحد آخر (كما هو الحال في ألمانيا)، خرجت ميركل من الانتخابات وضعفت بشكل كبير.

وأشاد حزب البديل اليوم الإثنين، بانهيار محادثات الائتلاف. وقال زعيمه ألكسندر غولاند: “نحن سعداء بأن ائتلاف جامايكا لن يتم”. مضيفاً  “ميركل فشلت”. ورحبت أليس فيدل، باحتمال إجراء انتخابات جديدة، ودعت ميركل إلى الاستقالة.

ما هي الخيارات التي تمتلكها ميركل؟

وبخلاف حل المأزق مع الحزب الديمقراطي الحر، فإن خيارات ميركل محدودة. فقد استبعد الحزب الاشتراكى الديمقراطى، شريك ميركل خلال السنوات الأربع الماضية، تجديد ما يسمى ب “الائتلاف الكبير” ليلة الانتخابات، وأكد مجدداً هذا الموقف رسمياً يوم الاثنين.

إذا كان ” CDU / SPD ” سيجددان ائتلافهما، فإن هذا سيجعل من حزب البديل أكبر حزب معارض، مما يمنحه مجموعة من الامتيازات بما في ذلك الحق في الاستجابة أولا للمستشارة وزيادة في الموارد والسلطة، وهذا ما لا يرغب به أي من الأطراف.

يمكن أن يحاول تحالف ميركل تشكيل حكومة أقلية مع الحزب الديمقراطي الحر أو حزب الخضر بشكل منفصل، ولكن هذا حدث نادرا – ولم ينجح أبدا – على المستوى الاتحادي في ألمانيا.

وإذا فشلت جميع الخيارات الأخرى، فإن شتاينماير، الرئيس الألماني، عليه بدء عملية معقدة يمكن أن تؤدي إلى تصويت جديد في العام المقبل. ولكن هذا سيضع جميع الأطراف تقريباً حيث كانوا في ليلة الانتخابات، مما يعني أن الانتخابات الجديدة قد تؤدي إلى طريق مسدود مماثل.

هذا التقرير منقول عن CNN، نادين شميدت، وستيفاني هالاس وسوزانا كابيلوتو. للاطلاع على الموضوع الأصلي اضغط هنا

اقرأ أيضاً:

فشل تشكيل الحكومة، وكرسي ميركل يهتز للمرة الأولى في حياتها السياسية

إلى حين إتمام المفاوضات: حكومة تسيير أعمال في ألمانيا

تحالف جامايكا وصعوبات تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة

دعوة إلى المهندسين المعماريين من القادمين الجدد

ميركل لا تستسلم بسهولة وهي على استعداد للترشح مرة أخرى