in

انتقادات للأمم المتحدة بسبب اختيار “المرأة المعجزة” سفيراً شرفياً

تعرضت الأمم المتحدة لانتقادات حادة عقب اختيارها شخصية “المرأة المعجزة” الخيالية، سفيرا شرفيا لتمكين النساء والفتيات. بالتزامن مع مرور عام على حملة أطلقتها الأمم المتحدة لنشر ثقافة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

ومنحت الأمم المتحدة لقب الشخصية النسائية الشرفية لهذا العام، لبطلة كتاب خيالي تُدعى “المرأة المعجزة”. وأثار هذا القرار كثيرًا من الجدل وأثار استياء العاملين في المنظمة ومنظمات داعمة لحقوق المرأة حول العالم.

إلا أن مئة من طاقم العمل في الأمم المتحدة نظموا احتجاجًا ضد اختيار الأمم المتحدة هذه الشخصية، وحملوا لافتات مدون عليها عبارات مثل “أنا لست دمية”، و”نريد شخصية حقيقية”.

161022150059_wonder_woman_640x360_bbc_nocredit

سفيرة الأمم المتحدة شخصية عارية ومثيرة جنسياً

قام أكثر من ألف شخص، وعدد من طاقم العمل في الأمم المتحدة بتوقيع التماس، يصف اختيار شخصية “المرأة المعجزة” بأنه غير مناسب و”مخيب للآمال”، بسبب مواصفات هذه المرأة والتي تتضمن “صدراً ضخماً، وبشرة بيضاء، وأبعاد خيالية، وأزياء براقة تكشف معظم جسدها، وتحمل علم الولايات المتحدة وحذاء طويل يصل إلى ركبتيها، وهو ما يجعلها قريبة الشبه إلى النجمات الإباحية.

واعتبر المعترضون أن هذا الاختيار يعني أن “الأمم المتحدة لم تستطع العثور على إمرأة حقيقية، لتكون بطلة حقوق جميع نساء العالم في المساواة الجنسية، والنضال من أجل تمكينهن.”

جاء في الالتماس أنه “من المثير للقلق أن تختار الأمم المتحدة شخصية عارية ومثيرة جنسياً، في الوقت الذي تحتل فيه عناوين الأخبار في الولايات المتحدة والعالم، ضرورة مقاومة معاملة المرأة كشيء.”

161022150437_wonder_woman_640x360_gettyimages_nocredit

شخصيات حقيقية جديرة بالاختيار

ناشطات حقوق المرأة حول العالم، طالبن على مواقع التواصل الاجتماعي، باختيار شخصية حقيقية. وقالت سيغولين رويال، السياسية البارزة في فرنسا، إن “وانغاري ماثاي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام كان من الممكن أن تكون اختيارا موفقا.”

وقالت أنا ماري غوتيز، أستاذة الشؤون الدولية بجامعة نيويورك والمستشارة السابقة للسلام والأمن في منظمة الأمم المتحدة للمرأة، إن القرار كان “مثيرا للاشمئزاز”.

وقالت أيقونة نشطاء حقوق المرأة غلوريا ستاينم إن الاختيار “ركز على الرمزية، لكننا نبحث عن نساء لديهن قوة حقيقية على الأرض.” وأضافت أنها تتطلع إلى وصول امرأة إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

سبب الاختيار

المرأة المعجزة هي أميرة خيالية من الأمازون وردت في كتاب الكاتب وعالم النفس ويليام مولتون مارستون عام 1941، مستوحياً الشخصية من زعماء أسسوا حركة المطالبة بمنح المرأة حق التصويت، التي يعتبرها البعض أيقونة نسائية.

وقال ماهر نصار، المسؤول بالأمم المتحدة: “كان التركيز على خلفيتها الأنثوية، لأنها المرة الأولى التي تكون فيها شخصية البطل الخارق إمرأة، خاصة وأنها كانت تحارب دائما من أجل تحقيق النزاهة، والعدالة، والسلام.”

وقالت المنظمة إن اختيار الشخصية قصد به “التركيز على ما يمكن أن تحققه المرأة حال تمكينها.”

تسعة من كل عشرة مناصب في الأمم المتحدة يتولاها رجال

وجاء اختيار السفير الشرفي غير الموفق في وقتٍ سيئ للغاية، لأنه تزامن مع اختيار رئيس الوزراء البرتغالي السابق أنطونيو غوتيريز، لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وسط مطالبات للمنظمة الدولية باختيار إمرأة لهذا المنصب للمرة الأولى في تاريخ المنظمة.

وكان من بين المرشحات لمنصب أمين عام المنظمة، رئيسة وزراء نيوزلندا السابقة، والمدير العام لمنظمة يونسكو الثقافية، ونائبة رئيس وزراء جزر الملديف، وإحدى كبار المسؤولات الحكوميات في الاتحاد الأوروبي.

BBC

فرنسا: بدء هدم مخيم “كاليه” وإنهاء حلم المهاجرين بالوصول إلى بريطانيا

معهد غوته: دمشق في المنفى