in ,

“Make It German” جمعية ألمانية سورية تقدم الدعم للطلبة العرب

د. هاني حرب

منذ حوالي عامين تقريبًا قرر أنس، أُبيّ، حمزة، وبشار البدء بفكرة لتقديم الدعم والاستشارات للطلبة العرب بشكل عام، والسوريين بشكل خاص، عبر جمعية ألمانية مسجلة أصولاً لتقديم المساعدة المجانية.

الفكرة بحد ذاتها ليست جديدة، فالكثير من صفحات فيسبوك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي تقدم هذه الخدمات، ولكن ضمن أطر مختلفة، إما كشركات مسجلة لها أهداف الربح المادية، أو كشركات غير مسجلة همها سرقة الطالب والحصول على المال دون تقديم أي خدمة أو استشارة حقيقة.

الجديد بفكرة أنس وأصدقائه كانت عبر تسجيل مبادرتهم هذه ضمن الدوائر الحكومية الألمانية والاعتماد بشكل مباشر على التطوع، واختيار المستشارين بشكل دقيق ومحكم، لتقديم المساعدة والمعونة الأفضل للطلبة وغيرهم.

 

الأهداف

من الأهداف الرئيسية للمبادرة: تصحيح الأخطاء التي يتم عرضها ونشرها عن الدراسة في ألمانيا بقصد أو بغير قصد. إضافة إلى ذلك تقدم الجمعية عددًا من الخدمات والاستشارات لعدة مواضيع، منها على سبيل المثال: الموضوع التخصصي، والذي يهدف إلى الإجابة على السؤال فقط من خلال الشخص الذي قد مرّ بتلك التجربة وليس من خلال “قيل عن قال”. من أهم أهداف جمعية “Make it German e.V.” أيضًا: وصل القادمين الجدد مع مجتمعهم الألماني، وتعريفهم بالمجالات الدراسية المختلفة وعلى القوانين الرسمية. يضاف إلى ذلك إرشادهم إلى الطريق الصحيح المتعلق بحياتهم، والذي يعتبر في بعض الأحيان من العقبات التي يمكن للفرد أن يواجهها، دون التحيز إلى بلد معين، أصول عرقية أو حالة اجتماعية. علاوةً على ذلك تعمل المؤسسة على التعاون المباشر مع الجهات الأخرى العاملة بشكل أساسي في المجال الطلابي.

 

آلية العمل

تنقسم الجمعية إلى قسمين: القسم الإداري؛ ومهمته: وضع خطط العمل الأساسية بالتعاون مع القسم الاستشاري، أخذ القرارات المناسبة تبعا للدستور المتعلق بالمؤسسة، دراسة طلبات الانضمام، تمثيل المؤسسة في الدوائر الحكومية والأمور القانونية والاهتمام بشكل كامل بالأمور التقنية والتنظيمية والمالية. أما القسم الاستشاري فمهمته تنحصر في تقديم اقتراحات ودراسات لفعاليات ونشاطات ضمن ولاية العضو، الإجابة على الاستشارات التي يتم التوكيل بها، وتحرير المقالات وتدقيقها على الموقع الإلكتروني.

عند سؤالنا نائب رئيس الجمعية (أُبيِ حديد) عن عمل الجمعية وتقييمه لها أجاب: “عمل الجمعية في تحسن مستمر، وذلك بسبب وصولنا مع الأيام لعدد أكبر من الناس التي تحتاج المعلومات التي نقدمها يوما بعد يوم. الجدير بالذكر، والذي يساعدنا بالفعل للوصول لمتابعين أكثر، هو تعلّمنا من أخطائنا التنظيمية والتسويقية التي نحاول تفاديها، ومرونة الفريق من مجلس إدارة وأعضاء في التعامل مع كل ما يطرح عليه من اقتراحات ونقد بنّاء. حتى تاريخه وصل عدد الاستشارات المطروحة إلى 3714 استشارة قادمة من 1880 مستخدم مسجّل على موقعنا”.

 

تغيرٌ في نمط التفكير

بالطبع بقي العنصر الطلابي العربي -حسب مفهوم إدارة الجمعية- مرتبطا بالتخصصات المخملية المعروفة في مجتمعنا العربي من طب وصيدلة وهندسات، حتى في حال عدم قدرة الطالب على دراسة هذه المواد، ولكن لاحظ القائمون على الجمعية أن هنالك تغيّرا ضمن نمط التفكير لدى عنصر الشباب السوري خاصة والعربي بشكل عام بـ “قدوم أسئلة واستشارات عن تخصصات جديدة كليًّا، وهذا إن دلّ على شيء، فهو يدل على بداية انفتاح الطّلاب على ما يرغبون هم بدراسته، وليس ما يمليه عليهم الأهل أو المجتمع” بحسب أبي.

من أهم الأمور التي تميز عمل جمعية “اجعله ألمانيا” عن غيرها هو تواجد العنصر النسائي وبشكل واضح ضمن نشاطات الجمعية، حيث تخبرنا سارة وهي من أوائل اللواتي انضممن للجمعية: “في بدايات انطلاقة المشروع، كان التمثيل النسائي يقتصر على وجود زميلتي في الفريق ياسمين، وأنا، ومع مرور الوقت عملت جاهدة بعد تشجيع زملائي في مجلس الإدارة على البحث عن نساء يمتلكن الدافع والخبرة الكافية. في الحقيقة عملي على مجموعتي أنا وصديقاتي على وسائل التواصل الاجتماعي ضمن مجموعة –نساء سوريات في ألمانيا –”Syrische Frauen in Deutschland” ساعدني كثيرا على تكوين شبكة علاقات مميزة مع سوريات في ألمانيا، مما مكنني من انتقاء وعرض فكرة المبادرة والانضمام إلى فريقنا على عدة سوريات متميزات أضفنَ الكثير إلى عمل المنظمة لاحقًا من خلال المجموعة وطرحن رغبتهن بالمساهمة في عمل المنظمة كعضوات في الفريق.

 

الدخول إلى الجمعية

الانضمام إلى لجمعية ليس سهلا كما يظن البعض، ولكنه وبوجود التسجيل فهو مفيد للمتطوعين ضمن مسيرتهم المهنية بالحصول على شهادة انضمام لجمعية أهلية ألمانية، ويشرح أنس مدير المشروع عن آلية الانضمام:

“بالنسبة للانضمام، يتم طلب شروط أساسية وهي: الإقامة في ألمانيا بشكل نظامي، مستوى لغة B1 وما فوق، العمر فوق 18 سنة، التواجد الحالي ضمن سنة تحضيرية، تدريب مهني، جامعة، أو صاحب خبرة واسعة بأحد المجالات التي قد يحتاجها الفريق تنظيميا أو إداريا”.

يكمل أُبيّ عن طريقة القبول والاختيار: “يتم إجراء مقابلة هاتفية أو شخصية مع الشخص الراغب بالانضمام لمنظمتنا والذي تم انتقاؤه من قبل مجلس الإدارة كمرشح للعمل معنا، يتم فيها التعرّف إلى الشخص وتعريفه بشكل أوسع وأكثر تفصيلاً إلى منظمتنا وطبيعة عملنا والالتزامات المتوقعة منه. في حال إبداء هذا الشخص استعداده لتحمل المسؤوليات التي ستوكّل إليه، يباشر العمل ضمن فترة تجريبية مدتها شهران. خلال هذين الشهرين يتعرّف المتطوع إلى الفريق وطبيعة العمل، ونراقب نحن كمجلس إدارة طبيعة عمله وتصرّفه مع أعضاء الفريق الآخرين ومع المسؤوليات الموكلة إليه. بمجرّد مضي الفترة التجريبية بنجاح يتم تسجيل المتطوع رسميًا في المنظمة وتُجرى كل الأمور الورقية لإعطائه صفة العضوية في المنظمة”.

يمكن لأي شخص الوصول إلى الجمعية وموقعها عبر الرابط:  www.makeitgerman.com

رامي العاشق يفوز بجائزة أفضل ريادي أعمال أجنبي للعام ٢٠١٧ لتأسيسه صحيفة أبواب

طلّقتني زوجتي، وأفكّر بالعودة إلى سوريا