in

اللاجئون لهم فضلٌ كبيرٌ علينا

Christian Wyneken
أسما هوريك.

 

بيرغدورف (Bergdorf) عنوان الفيلم الوثائقي الذي يروي قصة قدوم اللاجئين إلى هوخدورف، فيلم يسلط الضوء على حياة اللاجئين الهاربين من الحرب والفقر.

ومخرج الفيلم هو كريستيان فينيكين، رجل له باع طويل في  التصوير والأفلام الوثائقية يسكن في هوخدورف، قرية صغيرة قابعة في حضن الجبل في قضاء إسلينغن(على بعد 23 كم عن شتوتغارت)، وتمتاز بطبيعتها الجميلة وبساطة أهلها وناسها حيث احتضنت الكثير من اللاجئين.

يقول كريستيان فينيكين: “في أواخر 2014 قررت بلدية إسلينغن بناء مأوىً لللاجئين وكنت شاهدًا على مراحل البناء والتعمير، راودتني فكرة الفيلم التوثيقي بشدة، وبدأت بإجراءات الإذن والترخيص من الجهات المعنية وبدأت بتصوير مراحل التعمير. بعد انتهاء الكامب وتدشينه تم استقبال حوالي 50 عائلة سورية، بدأت بالتواصل معهم والتعرف إلى قصصهم وآلامهم، كانت حياة كل واحد منهم تستحق أن تكون فيلمًا”.

 

الخوف من اللاجئين

يقول كريستيان: “كثير من الناس في هوخدورف كانوا خائفين للوهلة الأولى”. ويتابع “كان هدفي من الفيلم كسرُ حاجز الخوف عند أهالي القرية، وإقناعهم بأن اللاجئين ليسوا إلا أناس مثلنا خرجوا من أوطانهم عنوة بسب طغمة الحرب والخراب، وأتوا إلى بلادنا ليبدؤوا من جديد، خسروا كل شيء أمام أعينهم، وفروا مجردين من كل شيء امتلكوه”.

 

قصص لا يكفيها جزء واحد

عندما بدأ كريستيان بالجزء الأول من لفيلم، كان يعتقد أنه سيصب كل شيء عن تلك القصص في جزء واحد، ولكن بعد ذلك استطاع أن ينهي جزأين ويبدأ بجزء ثالث، يقول عنهم: “الجزء الأول: يتضمن مشاهد عن مرحلة بناء الكامب وتشييده واستقبال اللاجئين، الجزء الثاني: مقتطفات عن حياة اللاجئ اليومية في الكامب، وتزويد العائلات بالمستلزمات الضرورية من ملابس وخدمات طبية أو دراجات هوائية لسهولة التنقل والحركة. الجزء الثالث: مازال قيد الإنجاز أحاول فيه تتبع خطوات اللاجئين ومسيرة اندماجهم في المجتمع الألماني وما يواجهونه من تحديات وصعوبات لدراسة اللغة الألمانية أوالبحث عن سكن أو فرصة عمل أو سعي الطلبة الراغبين بمتابعة تعليمهم بالجامعات الألمانية”.  ويتابع: “حاولت عرض الفيلم في العديد من المدن والضواحي القريبة من إسلنغن، وربما سيتم عرضه في مقاطعات أخرى في الفترة القادمة”.

 

ردود فعل إيجابية

وعند سؤالنا عن ردود الفعل بعد عرض الجزأين أجابنا: “كانت إيجابية جدًا، بدأ الناس يعرفون أشياء جميلة ومؤثرة عن حياة اللاجئين، وكسروا حاجز الخوف، وبدؤوا يقدمون لهم يد العون والمساعدة، ويجتمعون سويةً على الغداء أو العشاء، كذلك شكرتني بلدية هوخدورف على هذا العمل التوثيقي، وقدمت لي كافة سبل الدعم أثناء إنجاز الفيلم وعرضه”.

ويضيف كريستيان: “اللاجئون لهم فضلٌ كبيرٌ علينا، فكان الكامب هو نقطة التقائنا وتعارفنا، نحن أهالي قرية هوخدورف لم نكن نعرف بعضنا من قبل، التقينا وتعارفنا هنا في الكامب وكنا نقضي أجمل الأوقات بصحبة الأطفال ونلعب معهم”.

 

اللاجئون كانوا منتجين وفاعلين في مجتمعاتهم

“رسالتي وهدفي من الفيلم بشكل أساسي هي مساعدة اللاجئين الهاربين من الحرب أو من الفقر وتسليط الضوء على حياتهم وقصصهم المؤلمة، فمنهم الطبيب والمهندس والصحفي والفنان وقد كانوا منتجين وفاعلين في مجتمعاتهم، لكن ظروف الحرب أجبرتهم أن يكونوا لاجئين في بلدنا وفي بلاد أخرى”.

 

ويختتم حديثه بالقول: “أنا سعيدٌ جدًا بما أنجزته، وسأسعى لمواكبة اللاجئين ومتابعة انخراطهم في المجتمع الألماني لأتمم الجزء الثالث من الفيلم،  كنت سعيدًا بالتعرف إلى أناس من ثقافة أخرى وبلدٍ آخر، والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الاجتماعي والثقافي، فطالما كنا مغرمين بسحر الشرق وتفاصيله عبر ما قرأناه في الكتب والروايات والملاحم، ولكن بعد التواصل والتعارف اكتشفنا أننا لم نقرأ إلا القليل”.

سوريا والعراق في أولويات مباحثات بوتين-أردوغان

شارك في التمويل الجماعي من أجل العدالة