in ,

الرؤية المشوهة.. السوريون عندنا

Kristin Helberg FOTO:HUSSEIN AHMAD

جديد الصحفية الألمانية كريستسن هيلبيرغ

حوار: حسين أحمد – برلين

ولدت كريستسن هيلبيرغ في العام 1973 في مدينة هيلبرون، ولاية بادن فوتيمبورغ، درست الصحافة والعلوم السياسية في هامبورغ وبرشلونة . وفي العام 1997 حصلت على جائزة الصحفيين الشباب من قبل أكاديمية آكسيل شبرينغر للصحافة. انتقلت لاحقًا إلى دمشق، عملت هناك كمراسلة لمدة سبع سنوات، وكانت المراسلة الرسمية الغربية الوحيدة بين عامي 2001 و2008؛ لصالح مؤسسة البث الاذاعي الالمانية ARD ، مؤسسة البث الاذاعي النمساوية ORF ، راديو وقناة SRF السويسرية، بالإضافة الى العديد من وسائل الاعلام . تعمل حاليًا كصحفية مستقلة في برلين، وتعيش مع زوجها السوري وأطفالهما.

FOTO: herder.de
FOTO: herder.de

من عاشر قومًا أربعين يومًا، صار منهم. ولكن كريستين هيلبيرغ عاشرت السوريين سبع سنوات، إنها تعرف السوريين أكثر من الإعلام الألماني، وحتى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، وربما الاستخبارات الألمانية. أصدرت كريستين حديثًا “الرؤية المشوهة… السوريون عندنا”، وتسرد من خلال كتابها هذا، تفاصيل حياتها في دمشق، حياة السوريين، الإيجابيات والسلبيات، بالإضافة إلى التعمق في تفاصيل حياتهم في ألمانيا. وكان لــ أبواب لقاء قصير معها، على هامش الندوة التي انعقدت في بناء جريدة تاغس شبيغل البرلينية وكان الحوار التالي:

كيف تجدين السوريين اليوم في برلين؟ هل هناك فرق بين السوريين الذين التقيتهم في دمشق، حيث كانوا آنذاك يُسمون “مواطنين سوريين” وبين الذين التقيتهم في برلين حيث يُسمون الآن “لاجئين سوريين”؟

السوريون مختلفون ومتنوعون في سوريا، تمامًا كما هم الآن عليه في ألمانيا، فقد وصل إلى ألمانيا مجموعات متنوعة، بدايةً وصل أولئك الذين كان لديهم بعض المال أو أقرباء وأصدقاء في الغرب، وخلال الصيف الماضي وصل العديد من السوريين، الذين لم يكن بإمكانهم البقاء أو أصبحوا مهددين، وهذا يعني أن الكثير من الأشخاص الذين لم يدرسوا؛ أفقرُ الناس هم الآن في سوريا.

ولكنني أجد أيضًا، بأنه لدينا شريحة واسعة النطاق ومختلفة من السوريين في ألمانيا، على سبيل المثال نجد في برلين الصحفيين في ورشات العمل، تجد الكثير من المؤسسات والمنظمات التي تبحث عنهم، حتى أصبح لبعض الجرائد صحفيّها السوري الخاص. وهذا ليس نفسه السوري الآخر، الذين يجلس الآن في مراكز إيواء اللاجئين، والذي لا يتكلم ولايفهم الألمانية وهو الآن محبطٌ جدًا. وعندما نبحث، سوف نجد جميع أنواع السوريين في ألمانيا.

ماذا تقولين للمواطنين الألمان وللاجئين السوريين الذين يملكون ذات الخوف؟ وماهي رسالتك؟

يعتبر الخوف مستشارًا سيئًا، الخوف يجعل الإنسان عُرضةً للاستغلال، لا يجب أن نسمح للخوف بأن يسيطر علينا. نحن الألمان، لدينا القليل من الأسباب، لنكون خائفين: إذا ما نظرنا بواقعيةٍ للمسلمين واللاجئين لا نجد إلا الشيء القليل من مبررات الخوف. لدينا نحن الألمان “الحرية” التي ندافع عنها دائمًا، وهكذا نود العيش “بحرية”، وعندما يتملكنا الخوف، نُقيد حريتنا بأنفسنا، دون مراعاة قيمنا؛ المساواة في الحقوق وتكافؤ الفرص؛ المساواة لجميع الناس. “إنه مسلم فإنه مختلف… إنه سوري فإنه لاجئ…” هذا خطير جدًا، والأخطر الذي أجده في ألمانيا، هو أن يسمح الناس للخوف بالتحكم بهم، وأن يقوم السياسيون باستغلال ذلك لأهدافهم الشخصية. لا مشكلة في الخوف بحد ذاته، أما تسخير واستغلال الخوف من أجل مصالح سياسية معينة فهذا سيئ جدًا، وأجده مشكلة كبيرة جدًا. بالنسبة للسوريين الذين أيضًا لديهم خوف، المسلمين الذين لديهم خوف، الفتاة المحجبة التي لديها خوف، أقول لهم: “لا تجلسوا في المنزل، أخرجوا.. تعلموا اللغة الألمانية.. تحدثوا مع الناس.. حتى تتخلصوا ويتخلصوا من الخوف”، يجب بناء العلاقات مع الناس، مع الأشخاص الذين لم نتحدث يومًا ما معهم.. حتى مع الذين ربما لدينا خوفٌ منهم؛ وعندها سيقول لك الناس: “أنت سوري.. أنت مثلي تمامًا.. ترتدين الحجاب.. أنتِ مثلي تمامًا.. أنتِ معلمة.. أنتِ مثلي تمامًا. يجب دائمًا التحدث مع بعضنا البعض، وخاصة مع الناس الذين لدينا ربما بعض الخوف منهم.

لا تخفْ، فأنتَ لستَ غريبًا

الرايات السود لا تليق بهن